ثقافية

رسالة إلى الله

أكرم عبدالله طاهر

أكتب إليك، وقد تجاوزت العقد الرابع من العمر، ورصيدي في طاعتك لا يزال صفرا..  فأنا العبد الذي عصاك ،وركب هواه، وعاش الحياة بطولها وعرضها، رغم أني أعلم جيدا قانون ميزان عدالتك: الحسنة بعشر حسنات، والسيئة بواحدة. وأنا من السيئات أحمل ثقل جبل.
 أتذكر حين كنت صغيرا، أرسلني والدي إلى دروس حفظ القرآن؛ والشيخ الذي كان يحفظنا القرآن، رسم في مخيلتنا أن رب السماء، ماهو إلا شبكة عنكبوت سوداء سامة وقاتلة!
كان دائما يردد وعيدك لنا بعذاب أليم، وكأنك رب الشر. والرحمة في قاموسك باطل..  فكيف تريدني أن أؤمن بك؟!
في رسالتي هذه، لا أعلن تمردي عليك. كلا.. أنا مؤمن بك، بعفويتي. رغم أني لم أر المعجزات، ولم أشهد نزول الآيات، ولم أولد في زمن الأنبياء..
أنا العبد الذي ولد في زمن، الظالم يدوم؛ وإن سقط، سانده الأوغاد.
قالوا.. إن الأديان غير ديننا باطلة، وكل الشعوب غير المسلمين كافرة.
 وقالوا.. إن صوت المرأة عورة، ومصافحة النصارى لا تجوز .
أدخلونا في دهاليز معقدة، الزهد والصبر وعدم التأثر بحياة الدنيا.. وأن الله يمتحن صبرنا وقوة إيماننا..
كل من كان يفتي بتلك الشعائر، لا يطبق منها.. حرفا واحدا !
علمونا أن نطعم المسكين، أن إغاثة الملهوف شيمة المسلم…  لكننا علمنا بعد ذلك أنها لم تكن إلا أقاويل وشعارات يتلون بها المارقون.
لم نعرف الإسلام إلا.. في الكتب والمراجع التي نسبوها إلى عزتك وجلالك.. وللأمانة، كان أكثر تركيزهم فيها على النساء..وتفسيراتهم جاءت متناقضة جدا !
من جهة جعلوا المرأة ناقصة عقلا ودينا. ومن جهة أخرى، تطير عقولهم _مخمورة_ ما إن وقفوا أمامها!.
سلطوا علينا خزعبلاتهم، وروجوا للدين على مقاسهم، ومن يفكر في الوقوف في وجههم، يتهم بالإلحاد والزندقة.. وقد يهدر دمه.
يا أيها الرب، اليوم صارت بلادنا في هاوية وبلاد الكفر..صار أهلها أهل رحمة.. فانظر في أمرنا، وأظهر الحق. فإن عبادك، فاق صبرهم، صبر أيوب!

Related Articles

Back to top button