أزروال الأمين
أصدقكم القول أنني لم أعد ،منذ مدة، أتابع ما تقدمه قنوات القطب العمومي المتجمد؛ وأنني أتابع فقط نشرات الأخبار ،على عِلاَّتها ، وكذا بعض البرامج الحوارية في قناة ميدي1، لكن ظروف رمضان أتاحت لي فرصة متابعة فقرات من برامج القناة الأولي أثناء تناول فطور رمضان في منزل ابنتي، كما دأبت على ذلك منذ سنين؛ وكانت مناسبة شاهدت خلالها ،بعد غياب طويل ، هذه القناة التي صدمني مستوى ما تقدمه من برامج لمشاهديها في هذا الشهر الفضيل، علما أنها تستنفر كل إمكانياتها المادية والبشرية لهذه المناسبة، حيث دأبت على إعداد مسلسلات رمضانية تكلف ميزانيتها ملايين الدراهم، ولا ينكر أحد أن بعض الأعمال، التي قدمت في السنوات الماضية ، كانت في الجملة أعمالا في المستوى اللائق والمشرف، مقابل أعمال بئيسة ومغرقة في التفاهة التي تقدم هذه الأيام والتي كل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تشرف مؤسسة تنتمي لبلد له تاريخ عريق، ويضم ساكنة تتكون من حوالي 40 مليون نسمة، أو أكثر، كان من المفترض أن يكون من بينها كفاءات إبداعية ذات إشعاع يتعدى حدود الوطن؛ بيد أن الأعمال التي تقدم للمشاهدين بهذه المناسبة، تنضح بالضحالة والفراغ ، ولست أدري من أي كوكب أتت القناة بهذه الثلة من “المبدعين” تجاوزا، ويا ليتها استعاضت عن هذه المسلسلات الممسوخة بتصوير مشاهد من “الحلايق” التي تنتظم بجامع لفنا بمراكش وغيرها، لكانت قد امتعت مشاهديها بصورة أفضل.
ماذا حصل لنا؟ هل تجمدت العقول لهذه الدرجة؟ هل يا ترى هذا ما يستحقه المغاربة؟ أم أن عقول مسؤولي القناة أصابها التكلس، ولم تعد قادرة على مسايرة واستيعاب الثورة الإعلامية التي يشهدها العالم المعاصر؟ إذ في الوقت الذي تتقدم فيه أمم سبقناها بسنوات في مختلف المجالات ، نتقهقر نحن إلى الوراء.. فأين يكمن الخلل؟.
أعتقد ان الخلل يوجد في عقول مسؤولين حطموا أرقاما قياسية في الخلود، فوق كراسي المسؤولية وإلا ففي أي بلد يوجد مسؤول قضى حوالي ربع قرن، على رأس القطب العمومي، والحال أنه لا يتمتع لا بعبقرية ولا بأي قدرات خارقة تشفع له بقضاء كل هذه المدة على رأس جهاز حساس أصبح في عصر الثورة الإعلامية والتكنولوجية، يضطلع بدور خطير في توجيه الرأي العام والتأثير على الأحداث.