ثقافيةصحة

الصيام وصحة الأبدان

 

يشتكي كثيير منا من التعب والإرهاق في شهر رمضان، ويشتكي آخرون من آلام في الرأس وانتفاخ في البطن وحرقة في المعدة. مما يجعلنا نتساءل إن كانت هذه الأعراض المزعجة سببها الصيام. مع أن الحديث الشريف جاء فيه أن “الصوم جنة” ووقاية من الأمراض.

كثيرة هي الأسئلة التي نطرحها من هذا القبيل دون أن ندرك أن عاداتنا السيئة هي المسبب الرئيس لتلك الأعراض. فأوقات نومنا تتغير بسبب السهر اليومي ليلا مع برامج التلفاز حتى الفجر. فنستيقظ متأخرين في الصباح لنقضي أوقاتنا بعد الظهر في التسوق و إعداد أطباق الإفطار والعشاء ومشتهيات رمضان التي لا تنتهي إلا ببطن محشوة للآخر فيعرضها الأكل الثقيل للانتفاخ.

بينما يقول الله تعالى في كتابه العزيز(وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويؤيد العلماء الأمر الإلهي بالصيام ويعتبرون الصوم ظاهرة حيوية فطرية لا تستمر الحياة السوية والصحة الكاملة بدونها .

الصوم بين العبادة والضرورة الصحية للجسم السليم

“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”

 أوجب الله على عباده فريضة الصيام تعبدا له وتقربا إليه سبحانه وتعالى. لكن الصيام وإن كان عبادة بالأساس يجزي الله الصائمين عليها، فإن لها من الفوائد ما يجعلها ضرورة لاغنى للإنسان عنها، من أجل صحة جسمه وسلامة بدنه. يقول عالم الصحة الأمريكي الدكتور ريموند فرانسيس : ” الصيام أداة قوية لمنع الأمراض والشفاء منها. فإذا كان الشيء الوحيد الذي يستطيع أي إنسان صنعه لتحسين صحته ويضمن العمر المديد، هو أن يأكل غداء سليما خال من السكر والدهون المعالجة، والبروتين الحيواني، والمواد المضافة والملونات الصناعية. فإن هناك أسلوبا له تأثير عظيم الفائدة على الصحة، وهو الصيام”

وقد أثبت العلم الحديث أن للصيام  فوائد جمة على صحة الإنسان فهو يقوم بتنشيط جينات مكافحة لكل من التقدم في السن والشيخوخة والسرطان وهو مضاد للأكسدة. لذلك فكل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتثقلـه فيقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه، وتحللت هذه السموم من جسمه، وذهبت عنه حتى يصفو صفاءً تاماً و يسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار. لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد لـه بهما من قبل.

فوائد الصيام للجسم السليم

أفاد علماء ألمان من المركز الألماني لأبحاث السرطان، ومن مركز هلموهلتز للأبحاث الطبية في ميونخ، أن الصيام له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وخاصة على مرض الكبد الذهني المنتشر في العالم. من جهة أخرى يساعد الصيام على تجاوز مشاكل السمنة عند العديد من الناس، كما أن نسبة السكر في الدم تنخفض عند الصيام.

وتوصل العلماء اليوم إلى معرفة ما يجري في جسم الانسان أثناء الصيام، حيث تبين أن الجسم ينتج بروتينا يؤثر على التحولات الكيميائية في الكبد وهو ما يقلل من تكدس الدهون فيه. وهكذا يسهم الصوم في  استعادة نشاط الجسم وإصلاح أعطابه، إضافة إلى أنه يؤدي إلى امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء والتي يسبب طول مكثها إلى تحولـها لنفايات سامة، وتتحسن وظيفة الـهضم، وتستعيد أجهزة الإطراح والإفراغ نشاطها وقوتها وتتحسن وظيفتها في تنقية الجسم، ويؤدي ذلك إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم وسوائل البدن. ولذا نرى الإجماع الطبي على ضرورة إجراء الفحوص الدموية والمفحوص صائماً. فإذا حصل أن عاملاً من هذه الثوابت في غير مستواه فإنه يدل على خلل ما. وبالصيام تتحلل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة. مما يؤدي إلى إعادة الشباب والحيوية للخلايا والأنسجة المختلفة في البدن. وأيضا إلى تقوية الإدراك وتوقد الذهن وتجميل وتنظيف الجلد.

يقول “الكسيس كاريل” الحائز على جائزة نوبل في الطب في كتابه الإنسان ذلك المجهول: “إن كثرة وجبات الطعام ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس الحيوانية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، إن سكر الكبد يتحرك ويتحرك معه أيضاً الدهن المخزون تحت الجلد. وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة من أجل الإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب. وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا “.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button