في جمعته الطويلة.. البشير يتحرك في حقل الاحتجاجات الملغوم
سلسلة من الاجتماعات المتلاحقة عقدها البشير في جمعته الطويلة شملت اللجنة العليا للحوار والبعثات الدبلوماسية والوزراء والمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وانتهى يومه بخطابه في القصر الرئاسي.
لكن أكثر من عشرة قرارات أصدرها البشير في النهاية لم تشف غليل الشارع، بل إن العديد من أحياء الخرطوم شهدت احتجاجات قبل وبعد الخطاب.
ومنذ أن بث مدير الأمن والمخابرات صلاح قوش تسريبات مساء الجمعة بشأن قرارات الرئيس، خرج أهالي حي بري القريب من وسط الخرطوم للتظاهر.
قرارات البشير
قدم البشير حزمة قرارات في محاولة لاحتواء الاحتقان الذي سيطر على البلاد جراء احتجاجات ظلت مستمرة لأكثر من شهرين.
وأبرز ما قرره الرئيس فرض حالة الطوارئ لعام وحل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات وتأجيل نظر البرلمان في التعديلات الدستورية، رغم أن التسريبات الصادرة عن قوش كانت تشير إلى إلغاء النظر في هذه التعديلات التي تتيح للبشير الترشح لولاية ثالثة.
كما أعلن البشير وقوفه في منصة قومية وعلى مسافة واحدة من الجميع موالين ومعارضين، واستيعاب الشباب كمتغير جديد.
وإن كانت لغة البشير قد بدت تصالحية أكثر مما مضى، لكنه في الوقت ذاته اتهم البعض بالقفز في مقدمة الاحتجاجات واستغلالها لتحقيق أجندة صفرية، في إشارة إلى إسقاطه وإسقاط نظامه.
وسيكون البشير وحزبه الذي تخلى عنه أمام تحدي الشارع الذي ربما شعر بأنه يحقق نقاطا على حساب الحكومة ويحاصرها في خانة تقلل من مناوراتها، وفي البال التنازلات التي ساقها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وسرعت من سقوطه.
مدير جهاز الأمن صلاح قوش يبدو أنه سيكون رجل المرحلة الجديدة وهو يمهد لقرارات البشير قبيل ساعات فقط من خطاب البشير بدلا من الحكومة أو الحزب الحاكم، وفي ذلك مغازٍ على غرار بث القنوات السودانية للأغاني الوطنية وكأن ثمة انقلابا في الطريق.
ومهام قوش السياسية لم تتبد اليوم فقط، ففي بداية الاحتجاجات وجه الرجل انتقادات لأداء الجهاز التنفيذي وتضييق السلطات على الشباب في ارتياد شارع النيل مما تسبب بالاحتجاجات.
ثم ظهر مدير الأمن مجددا الأربعاء الماضي في ثوب السياسي وهو يقول إن “أي مبادرة سياسية طرحت في الساحة لحل مشاكل الوضع الحالي تخرج عن الشرعية القائمة الآن لا مكان لها”.
وربما تصريحات الرجل الأخيرة وخاصة دوره في إعلان قرارات الرئيس هي ما عززت توقعات بأنه سيحوز منصب رئيس مجلس الوزراء في حكومة الكفاءات الرشيقة التي أعلن تشكيلها البشير.