مبادرة تلقى استحسانا وإقبالا عارما من المصلين، وفرصة لاستشعار معنى التكافل الاجتماعي والتعاضد. التبرع بالدم في المساجد في الشهر الفضيل، عبادة واغتنام.. يتسابق المصلون فيه لإعطاء أثمن ما يملكون: قطرة دم قد تحيي وتنقذ من كان في عداد الأموات.
تشهد مساجد المغرب في شهر رمضان من كل سنة، حملات تطوعية للتبرع بالدم ينظمها المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين. وهي مبادرة قيمة تلقى استجابة واستحسانا من المتبرعين، حيث يتنافس المصلون للاستجابة وتلبية النداء، ويهبون دماءهم في سبيل إنقاذ أرواح تصارع الموت. عمل تشهده المساجد في شهر عظيم يحمل كل معاني التكافل والتعاضد والعطاء.
تحمل الحملة شعارات تحفيزية وكلمات منتقاة من قبيل “حياتهم رهينة بتبرعكم”، “أعظم الصدقات التبرع بالدم”، “ساعدونا لننقذ حياتهم” .. شعارات تدفع المصلين للتسابق والاستجابة للنداء الإنساني، ولنداء الأجر والثواب الذي يتضاعف أضعافا كثيرة في رمضان.
“ونواصل الحملة لتستمر الحياة”
بعد صلاة العشاء وتراويح رمضان بمسجد أبي العباس السبتي بالدار البيضاء ، يستعد الطاقم الطبي، خلال أيام الحملة الرمضانية، للعملية التطوعية، بينما يوزع المتطوعون من الشباب منشورات تحفيزية تحت شعار: “ونواصل الحملة لتستمر الحياة” لحث المصلين على فضل التبرع بالدم، خصوصا في شهر الصدقة والثواب؛ حملة تلقى استجابة منقطعة النظير من طرف المتبرعين الذين ينتشرون في المسجد بعد الصلاة منتظرين دورهم ، على أسِرَّة التبرع، للتصدق بأغلى ما يملكون.
مواطنون يتبرعون بدمهم…
يقول أحد المتبرعين: “هي بادرة طيبة وفرصة لتحفيز القيم الإنسانية النبيلة، واستثارة الروح التضامنية والتآزر الاجتماعي، ناهيك عن الأجر والثواب الذي نناله بهذه الصدقة خاصة وأن الغاية هي إنقاذ حياة الناس”.
المركز الوطني لتحاقن الدم يثمن الاستجابة الكبيرة للبادرة التي ينظمها منذ سنوات ،على التوالي، في رمضان، والتي لقت تهافتا ملحوظا في المساجد، حيث يحضر البعد الروحي والجانب الإيماني، وتسود روح تنافسية بين مصلين لا يكتفون بالاستجابة لنداء الواجب الإنساني، بل يدعون بعضهم لكسب الثواب.
“ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا”
الصدقة تفريج لكربة فقير، وإغناء عن سؤال محتاج، وإشباع خصاص جائع. وهي تعكس أبهى صور التعاون بين الناس، وكان الرسول (ص) يوصي بالإكثار من الصدقات خصوصا في شهر رمضان، حيث يقول: “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”. والتبرع بالدم هو صدقة عظيمة فيها إنقاذ لأرواح كاد يذهبها الموت، وإشفاء لمعتل وجريح تنقصه الدماء.
يذكرنا إمام إحدى المساجد بالدار البيضاء بفضل الصدقات وفضل التبرع بالدم في هذا الشهر الفضيل فيقول: ” أكثروا الصدقات في شهر رمضان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جُنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار“. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم “أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان“. أما التبرع بالدم فهو صدقة عظيمة لعظم غايتها التي هي إنقاذ روح إنسان والروح هي أغلى ما نملك فمن أنقذها وأحياها فجزائه عند الله عظيم” .
أنشطة تحفيزية.. واستجابة تغطي الخصاص
يعاني المغرب من ندرة المتطوعين بالدم، ما جعل مهمة المستشفيات لتغطية الخصاص في الدم، أثناء العمليات الجراحية، صعبة للغاية. وتعرف الفترة الصيفية وشهر رمضان من كل سنة انخفاضا ملحوظا في عدد المتبرعين، لذلك عمل المركز الوطني لتحاقن الدم على برمجة عدد من الأنشطة بكافة جهات المملكة خلال شهر رمضان، موضوعها دروس وعظية يلقيها القيمون الدينيون للتحسيس بفضل التبرع بالدم، وخطب منبرية يلقيها خطباء الجمعة، ومحاضرات تتطرق لأهمية التبرع بالدم من الناحية الصحية، يؤطرها أطباء متخصصون.
يقول الدكتور بويسك كمال، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء: “يزود المركز أكثر من 183 مؤسسة استشفائية بكل من جهتي الدار البيضاء والشاوية، بما يوازي50 ألف طلب. وتهدف الحملة الرمضانية إلى تغطية الخصاص الكبير من هذه المادة الحيوية. لذلك نسخر طاقاتنا في شهر رمضان لاستثمار البعد الروحي وكل القيم الإيمانية التي تشحذ في هذا الشهر الفضيل.
شهر رمضان هو شهر يشحذ فيه البعد الروحي ويكثر العطاء؛ وهو في رأي الدكتورة نجية العمراوي، مديرة التواصل بالمركز الوطني لتحاقن الدم، مناسبة سانحة لتغطية الخصاص من الدم فالتجمعات البشرية الكبيرة التي توجد بالمساجد، والبعد الإيماني الذي يطفح على مشاعر الناس في رمضان، يعطي لعملية التصدق بالدم معنى أعمق، وهو معطى إيجابي يشجع على الاستمرار.
تضيف الدكتورة نجية العمراوي: ” نسخر كل طاقتنا لاستثمار الشهر الفضيل خاصة أن كمية أكياس الدم، المحصل عليها من التبرع في هذا الشهر، تكون أكثر بكثير منها في الشهور الأخرى. ويهدف برنامج هذه السنة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم خلال شهر رمضان، والوصول إلى 100 بالمائة من التبرعات الطوعية، أي ما يعادل 25 ألف كيس دم كامل، و13 ألف كيس دم كامل بالمساجد”.
التبرع بالدم في المساجد ليس بالأمر الجديد، فقد دأب المركز الوطني لتحاقن الدم منذ سنة 2007 على تنظيم حملات تبرعيه ببعض مراكز المملكة، تم تعميمها -بعد الاستجابة الكبيرة- سنة 2013 على جميع المراكز. وتم تفعيل مضامين اتفاقية الشراكة المبرمة بين مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين والمركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم، في هذا الشهر الكريم حيث يعرج المصلون بكثافة إلى المساجد، وتسود الروح الإيمانية والبعد الإحساني.
تؤكد الدكتورة نجية العمراوي:” المبادرة لقيت استجابة ، وحققت نجاحا ملحوظا حيث تم جمع أكثر من 14 ألف كيس من الدم في منتصف رمضان، ما يوازي 56 بالمائة من الكمية المستهدفة”.
فوائد متبادلة
ما لا يعرفه الكثير من الناس أن التبرع بالدم لا يعود بالنفع على المتلقي وحده، وإنما على المتبرع به أيضا. فإضافة لكونه حافز نفسي يعود على المتبرعين بالكثير من الفوائد النفسية بسبب ما يخلفه شعور العطاء من سعادة عظيمة، خاصة أن المتبرع يشعر بأنه يساعد على إشفاء المرضى اليائسين وإنقاذ حياة من يشارف منهم على الموت، وزيادة على كون المتبرع يستفيد من فحوصات طبية مجانية تخول له أن يكون مطمئنا على صحته ما ظل على تواصل دائم مع جسده بسبب الفحوصات الدورية المجانية. هناك فوائد أخرى أكثر أهمية تخبرنا عنها الدكتورة إكرام شهبون ، طبيبة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط:
“للتبرع بالدم نفع كبير على صحة الإنسان ونشاطه البدني؛ فهو يساعد على السيطرة على نسب الحديد في الجسم، ويقلل من الأخطار الناتجة عن الأمراض القلبية؛ كما يساهم في حرق السعرات الحرارية، ويحد من مشكل ترسب الأصبغة. وبعد عملية التبرع يقوم الجسم بتعويض خسارة الدم، الأمر الذي يؤدي إلى بدء تشكيل خلايا دموية جديدة. ويعتبر التبرع بالدم أيضا وسيلة مفيدة للحد من مشاكل القلب والكبد بسبب ارتفاع مستوى الحديد في الدم.”
يجسد التبرع بالدم أبهى قيم التضامن الإنساني، ومظهرا راقيا من مظاهر التضحية والعطاء بين مكونات المجتمع. وتتجدد مساعي المركز الوطني لتحاقن الدم من أجل دعم بنوك الدم وتزويدها بالكميات الضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ وتتكرر التجربة الرمضانية كل عام، تحفيزا للمتبرعين وترسيخا لثقافة إنسانية تجمع بين العمل النبيل والأجر العظيم.
سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قال صدقةٌ في رمضانَ [صحيح]
|
Hi there, i read your blog from time to time and i own a similar one and i was
just curious if you get a lot of spam responses? If so how do you stop
it, any plugin or anything you can recommend? I get so much lately it’s driving me mad so any help is very much appreciated.
I’ve been browsing online more than 2 hours today, yet I never found
any interesting article like yours. It is pretty
worth enough for me. Personally, if all site owners and
bloggers made good content as you did, the internet will
be a lot more useful than ever before. Does your blog have a contact page?
I’m having trouble locating it but, I’d like to shoot you an email.
I’ve got some ideas for your blog you might be interested in hearing.
Either way, great blog and I look forward to seeing it improve over time.
http://goodreads.com