
نور24 ـ متابعة
إن الحكومة أولت اهتماما خاصا لملف التربية والتكوين، وهو ما تجسد في الارتفاع المطرد للميزانية المخصصة للقطاع، والذي بلغ ما نسبته 25 بالمائة ما بين 2016 و2019؛ وأن الحكومة ستواصل هذا المجهود المالي استجابة للحاجيات الملحة للمنظومة التربوية الوطنية.
هذا ما استهل به رئيس الحكومة سعد الدين العثماني السيد العثماني، اليوم الثلاثاء 21 ماي 2019، كلامه في معرض جوابه على سؤال محوري حول “السياسة الحكومية لمعالجة تحديات التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي ببلادنا”، أثناء الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، مبرزا أن الحكومة تتوفر على رؤية واضحة بشأن إصلاح المنظومة التربوية ، لأن هذا هو المدخل الأساسي لرفع رهان التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد، وتكوين وتأهيل مواطني الغد.
وسجل أن مشروع القانون-الإطار المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أعد لتنزيل الرؤية الاستراتيجية، والذي يوجد قيد المناقشة لدى المؤسسة التشريعية، يشكل خارطة طريق للإصلاح التربوي المنشود بالمغرب، إذ يهدف إلى تحديد المبادئ والاختيارات الاستراتيجية، وذلك على أساس تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة، وضمان استدامة الإصلاح، من خلال جملة من التوجهات الأساسية ، من بينها توسيع المدى الزمني لإلزامية التعليم، وإقرار إلزامية تمدرس أطفال الفئة العمرية من 4 و5 سنوات بالتعليم الأولي؛ وإيلاء عناية خاصة لتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، أو في وضعيات خاصة.
وأشار إلى أن تصور الحكومة لإصلاح المنظومة الوطنية للتربية والتكوين يقوم، انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية ومضامين برنامجها الحكومي، على مقاربة شمولية ومتكاملة تشمل مختلف مكونات هذه المنظومة من خلال السعي إلى تعميم التعليم الأولي، وتحسين جودة التعليم الابتدائي والثانوي، وتعزيز التكوين المهني باعتباره رافعة أساسية لتحقيق فرص التشغيل، وإرساء منظومة متميزة للتعليم العالي والبحث العلمي، فضلا عن تعزيز وتأهيل الموارد البشرية التربوية بهدف سد الخصاص والرفع من جودة العملية التعليمية..
ولفت العثماني الاهتمام إلى أن حكومته شرعت ، بالفعل، في تنزيل هذا البرنامج، بشراكة مع مختلف الفاعلين من جماعات ترابية، ومجتمع مدني وقطاع الخاص، من خلال رصد غلاف مالي قدره 1,35 مليار درهم برسم ميزانية سنة 2019 لبناء وتجهيز الحجرات الدراسية، وأن مجموع الأقسام الدراسية بهذا المستوى بلغ، برسم الموسم الدراسي 2018-2019، ما مجموعه 43.141 قسما، أي بزيادة 3.771 قسما عن الموسم الفارط، في حين فاق مجموع المربين والمربيات 380 ألف. وهو ما مكن من الرفع من عدد المسجلين بهذا المستوى ب100 ألف طفلة وطفلة.
بالنسبة لتجويد منظومة التكوين المهني، أبرز العثماني العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لورش إصلاح التكوين المهني، وتتبع ودعم جلالته المباشر له، قائلا أن النقلة النوعية في ميدان التكوين المهني، ستمكن من توفر كل جهات المملكة على “مدن للمهن والكفاءات” متعددة الأقطاب والتخصصات، ستضم قطاعات وتكوينات مختلفة تستجيب لخصوصيات وإمكانات وحاجيات الجهة المتواجدة بها..
وأشار رئيس الحكومة إلى إرساء منظومة متميزة للتعليم العالي والبحث العلمي بما يحقق ملاءمة أفضل لعرض التعليم العالي مع متطلبات سوق الشغل وتحسين جودته وتوسيع عرضه، إلى جانب تعزيز وتأهيل الموارد البشرية التربوية لسد الخصاص والرفع من جودة العملية التعليمية؛ وأضاف أنه تم، في هذا الإطار، إعداد خطة استراتيجية ومخطط عمل لها للفترة 2017-2021، بهدف الارتقاء بأداء منظومة التعليم العالي والبحث العلمي بما يمكن الجامعة المغربية من الانخراط الكامل في دينامية التنمية الوطنية، وتلبية تطلعات المجتمع ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وفق اتجاهات ومعايير الجودة المعتمدة على المستوى الدولي.
وخلص إلى أن إصلاح المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي، يبقى مسؤولية جماعية، وليس مسؤولية الحكومة لوحدها، وهو ما يستدعي تظافر جهود مختلف مكونات هذه المنظومة، وانخراط كافة القوى الحية للأمة في إرادة الإصلاح