اسماعيل هموني
في سفر يسابق تعثري في مداد الكتابة أم في جغرافيا اللغة أدحو مجازي على أكتاف الليل ؛ أوسع تعاليم مشيئتي أحلل محارم النقاد ؛ وأحرم مستحبات النحاة كأني أنسج لي ما فات الفريقين من أطايب السفر؛ ولذائذ المغامرة مما سكن في جوف الكلمات من نسيان ؛ أو ما اندثر في غوائل الروح من غبار الليل والنهار.
تستفرد القصيدة بمطاعن العطش لأنها سفر أبدي إلى تخوم الصمت ؛ سخرت أصابعي لها دواة ؛ تمشي بي يدي إلى ضريح الحجر ؛ وغمامة اليقين ؛ كأن مسكني قناديل التاريخ ؛ كلما انطفأت ذؤابة ؛اشتعلت أخرى في جذع الوقت.
أين أجدنـــــي ؟
مجلوا في الأعالي أدندن صمتي في كل الجهات ؛ جسدي مغترب لا يشحذ اقترابا من أحد ؛ خلف المساء لا تكترث الأغنيات بالصمت ؛ لأن أحجار القبيلة ملساء تنزلق من زرقة العين ؛ خارجة من أجيج الصمت بين الروح والنداء.
تراءى لي الأبد أحجارا بأيد القصيدة تجلوها يرقات تحب صمت الماء والرمل ؛ فدنوت من العناصر أتحسسها حتى سويت حجمي بحجمها ؛ فكيف خرجت من بياض الحياد إلى نشوة الطيران ؟
لا أعـرف حدود امتلاء هنيهتي بالكلام وأنا أوغل في اختراق الأحجار ؛ حتى كدت أعلو عين الصباح بما في صمتي من نتوءات اللون .
أين أجدنـــــي ؟
لا شيء يسع رؤياي؛ البحر أرخبيل أحجار على مائدة الوقت ؛ والنخيل شموع ليل في خروم الظلام ؛
والصحراء منحوتة صغيرة في كف طفل بدوي ؛ علي أن أطيع المشي في أبراج الحقيقة .
الحقيقة أن أرتفع قليلا عن ظل الأحجار ؛ في خط لولبي بين العين والعين .خطواتي موعد سفري كأني أتبرزخ في سمائي بين الرقص والنرجس ؛ تلك رقصات تسري في أنفاس الوجود.
وأجدنــي مفــردا بلا حدود..