لماذا يرتدي المحامي “رُوب” أسود اللون…؟
كتب- أحمد أبو النجا
بدأت القصة أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تحديدًا في سنة 1791، وفي فرنسا؛ حيث كان أحد القضاة الفرنسيين جالساً في شرفة منزله يستنشق الهواء ويتناول إفطاره الصباحي، وبالصدفة شاهد مشاجرة بين شخصين، انتهت بقتل أحدهما وهروب القاتل.
أسرع أحد الأشخاص، الذي كان ماراً بالقرب من مكان الجريمة، حمل القتيل وذهب به إلى المستشفى لإسعافه ، لكنه كان قد لفظ انفاسه الأخيرة. واتهمت الشرطة الشخص المنقذ بأنه الجاني.
كانت المصادفة أن القاضي، الذي كان جالساً في شرفة منزله وشاهد المشاجرة، هو نفسه الذي سيحكم في القضية؛ ولأن القانون الفرنسي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن، حكم القاضي على البريء بالإعدام، على الرغم من أن القاضي نفسه كان شاهدا على حقيقة الجريمة التي وقعت أمام منزله.
ظل القاضي يؤنب نفسه المعذبة بهذا الخطأ الفادح. ولكي يرتاح من عذاب الضمير، اعترف أمام الرأي العام بأنه أخطا في هذه القضية، وأنه حكم على البريء بالإعدام، فثار الرأي العام ضده، واتُّهِم بأنه يفتقد الأمانة والضمير.
ذات يوم أثناء نظر ـ القاضي نفسه ـ في قضية أخرى، فوجئ أن المحامي الذي يقف أمامه ليترافع في القضية يرتدى “روب أسود”، فسأله القاضي عن سبب ارتدائه هذا الزي؟
فأجاب المحامي: لكي أُذَكِّرك بما فعلته من قبل عندما حكمت ظلماً على شخص برئ بالإعدام.
منذ تلك الواقعة أصبح “الرُّوب” الأسود هو الزي الرسمي لمهنة المحاماة. ومن فرنسا انتقل إلى سائر الدول . وظل كذلك حتى اليوم.