جهاتمجتمعية

روبروتاج: متعة الإفطار في شاطئ عين الذياب

موائد إفطار على الشاطئ

سهام التويزر

تشهد شواطئ العاصمة الاقتصادية خلال شهر رمضان رواجا كبيرا خصوصا عند اقتراب موعد الغروب، فمعظم الساكنة البيضاوية تفضل الإفطار قبالة أمواج البحر، تغييرا  للأجواء الرتيبة، و ابتعادا عن روتين الحياة اليومية. فعند حلول الساعة الخامسة مساء، تجد الأسر والأصدقاء، و زملاء العمل متجهين صوب شاطئ عين الذياب، حاملين معهم ما لذ و طاب من المأكولات و قوارير المياه، وأيضا بعض الأواني، والموائد وكراسي للجلوس…

يختار الزائرون عادة أفضل مكان للجلوس يكون قبالة الشاطئ، فيتمتعون بأجمل منظر للغروب ؛ وفي الغالب يرسو اختيارهم على أقرب مكان من أعمدة الإنارة، وأبعده عن موج البحر، تحسبا لأي مد مفاجئ للمحيط.

استعدادات لاستقبال رواد شاطئ عين الذياب

يقوم البعض منهم بتثبيت الموائد و الكراسي على الرمال المبللة، بينما يكتفي الآخرون بحفر خنادق صغيرة لصناعة موائد رملية، في انتظار وصول باقي أفراد الأسرة أو الأصدقاء محملين بالأطعمة والعصائر قبيل موعد الآذان.

طقس رمضاني جميل

خلال السنوات الأخيرة الماضية، أصبح الإفطار على شواطئ عين الذياب يستهوي الكثير من الصائمين، حتى أضحى طقسا رمضانيا جديدا اعتادوا عليه ، تنفيسا عن ضغوط الحياة من عمل و دراسة، وهروبا عن جو المنزل ، ومن إفطار رتيب قبالة التلفاز.

يحرص رواد الشاطئ على جلب مؤونتهم التي تحتوي على ما لذ و طاب من الأطعمة المنزلية؛ وهناك من يجلب أيضا مجامر الفحم أو قنينات الغاز الصغيرة لطهي الطاجين والشاي أو لتسخين الطعام.

إفطار يُبْعث الطمأنينة في النفس، ويُبْعد روتين الحياة القاتل

يجلس أحمد مع أسرته الصغيرة، المكونة من طفلين و زوجته على مائدة بلاستيكية بيضاء، بعيدا عن مكان  تواجد باقي رواد الشاطئ. زينت المائدة بمختلف المأكولات المنزلية: ” رغيف” ، ” شباكية” و”بغرير” إلى جانب ألوان من العصائر، ويتوسط المائدة طبق “طاجين” طُهي على مهل فوق موقد فحم تنبعث منه رائحة لذيذة.

 يقول أحمد  ل(نور 24)، “لقد اعتدت على الإفطار على شاطئ عين الذياب كل شهر رمضان، وهذه زيارتي الرابعة هذا العام رفقة أسرتي ، الإفطار قبالة المحيط يبعث السلام و الطمأنينة في النفس، ويبعدك عن جو البيت و روتين الحياة القاتل”.

يزود أحمد “مجمرا” صغيرا بالفحم مسترسلا في الحديث: ” ينفعني هذا المجمر لطبخ الطاجين ولتسخين المأكولات و الحساء و طهي الشاي، وكل مطهو فوق الفحم يكون له طعم خاص. عند الانتهاء أتخلص من هذا الفحم في صندوق القمامة، أنا حريص على تنظيف المكان تجنبا لتلويث الملاذ الوحيد لي و لأسرتي الصغيرة.”

لنغير سلوكنا

ليس بعيدا عن الأسرة وقرب إحدى المنحوثات الرملية على شكل مائدة،  يجلس أمامها مجموعة من الشباب، مشاركين في إفطار جماعي. تحدث معنا أحدهم قائلا: ” كل نهاية أسبوع أتفق وأصدقائي على المشاركة في إفطار جماعي بالشاطئ أمام أمواج المحيط، هروبا من الإفطار بالبيت،  وابتعادا عن الجلوس الرتيب لمشاهدة البرامج الرمضانية  ذات السيناريوهات المستهلكة “.

صمت قليلا ثم أومأ إلى بعض الكثل الرملية أمامه وبعض المخلفات من الطعام وتابع قائلا :” لكن، هناك مجموعة من الأشخاص يتركون مخلفات الأكل و الأزبال بعد الإفطار، و ينصرفون بدم بارد. و آخرون يتركون خلفهم  كثلا و حفرا كبيرة في الرمال، وهو ما قد يهدد سلامة الأطفال أو الأشخاص الذين يمارسون رياضة الجري صباحا”.

وبامتعاض بدا جليا على سحنة وجهه، ختم الشاب كلامه قائلا: ” أتمنى أن نغير سلوكنا.. أن نحافظ على نظافة شواطئنا، وعلى البيئة على وجه العموم “.  

 

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button