
مبارك الراجي
سعيد رضواني أحد كهنة القصة، يكتب القصة بدمه وبكل ” جوانيته “، وبخصوصية لافتة، خصوصية السرد الذكية السادرة في ذكاء سردي معتق ،تنكسر المرايا في داخله وتغدو كل شظية منها مرآة مستوية كأنها تناسلت ولم تنكسر ،تنظر إلى المرآة ولا تجد أحدا ، وفي نفس الوقت تجد كل الحيوات تغمض المرآة فتصحو الأحلام، أحلام داخل أحلام، داخل أحلام أخرى كأنما لانهاية للحلم ،حتى أن الواقع المفترض مادة من ليل كما يقول بورخيس تقريبا..
سعيد رضواني ثعلبان قصصي ماكر في الكتابة. وطيّب في الحياة .أتصفح “زجاج المرايا” دُونما أن أجرح ؛تجرح فقط الرتابة التي خارج النص.مرايا يرى فيها الإبداع وجههه فيبتسم وتسكر في تفاصيل ابتسامته الحيوات الدافقة داخل الشخوص الحيوات التي تظهر من خلال المتعة التي تسري إلينا من الورق المشتعل إلى الحياة ..

سعيد رضواني بمرجعيته الثقافية الهائلة يكتب بأسلوب الكبار لأنه كبير فعلا؛ أيّ أثر لذيذ أن بصم بداخلي وأنا أقرأ مرايا.. إنها قطعة شهد ساهدة هو كذلك في مجموعته القصصية تلك كما في المجموعة القصصية القادمة وروايته الجديدة التي مازالت تتجنن..
نفس ولمسة راقية وهواء جديد كما يحدث في قصته “شجرة البلوط” التي تشكِّل إحدى قصص المجموعة القادمة والتي نشرت في الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي…
سعيد رضواني في الحياة إنسان عميق… بيته بلا أبواب مفتوح للجميع ، كبيت الرائع محمد زفزاف.
في بيته تعرفتُ على مجموعة من المبدعين… في الفواصل بين المزحة والمزحة يرد جملة للمرحوم محمد زفزاف “المال الثروة هذه الأشياء لاتهمني..”
سعيد رضواني في طقوسه الغذائية يأكل بسرعة فائقة، برقي في النهم ما إن أُبَسْمل في الأكل حتى يقول هو “الحمد لله”. أسْرَع أَكُول في العالم.. يحب النصف الأسفل من دجاجة ،والأعلى من زجاجة… سريع في الأكل ولكنه متأني في الإبداع ، وعلى نار هادئة يكتب. عميق في المحبة والحياة؛ رجل بلا أحقاد تماما من سلالة المترفين ذوي الدم الأزرق إبداعا ونبلا وسعة…
تحياتي العابقة له وإلى كل نص على حافة أصابعه.
Back to top button