التخلف سيان.. في الكرة الإفريقية وفي خطابها الإعلامي
نور24 ‘ : أيوب قيس المدياري
إذا أراد المشاهد أن يقف على مدى التخلف الإعلامي والسلوك الصحفي المنحط الذي مارسه المتحيزان بن عاشور وعصام الشوالي لشعار ” الترجي دولة ” كما وثّقه اللاعب الجزائري بلايلي على قميصه وكشف عنه ساعة الاحتفال بهدفه الرائع.
يكفي مقارنة تعاملهما وتعليقاتهما مع ما حدث من جريمة في ملعب رادس مع باقي الآراء والتعاليق التي تناقلتها القنوات والصحف الدولية التي تناولت تفاصيل الجريمة العابرة للقارات، وأكدت أن إفريقيا مازالت تعيش جاهلية ما قبل الكرة، على المستوى التنظيمي والتقني واللوجستيكي للمنافسة، وتفصلها سنوات ضوئية عن احتراف الكرة في قارات أخرى، رغم أن ذهاب وإياب نهائي إفريقيا لعبا في بلدي المغرب وتونس اللذين قطعا أشواطا في مجال تنمية الكرة، والبنيات التحتية، والتكنولوجية، واللوجستيك، مقارنة مع دول أخرى على امتداد تاريخ المستديرة وجغرافية القارة.
1- عصام الشوالي.. الظاهرة الصوتية في الإعلام الرياضي العربي “بين سبورت” حين لم يجد مبررا لإلغاء هدف الوداد الشرعي والذي لا تحتاج رؤيته لا “الفار” ولا لأية وسيلة تقنية أخرى إلا للعين المجردة غير المتحيزة لدولة الترجي، واعتبر الشوالي هدف الوداد غير مشروع نتيجة خطأ دفع لوليد الكارتي.
2- بن عاشور أنيق القناة القطرية، هو الآخر بعدما اتفق ونسق السؤال والجواب مع عميد الفريق شمام ومدرب الفريق معين الشعباني في الكواليس، طلع على الجماهير العربية العريضة التي تتابع الظواهر الصوتية بالملايين على قنوات بين سبورت، بسؤال متفق عليه موجّه أولا للعميد التونسي شمام ثم للشعباني على النحو الفاضح التالي:
س: هل أخبركما الحكم غاساما أنت والعميد نصير بأن اللقاء سيدور بدون فار؟ وتم الاتفاق على ذلك قبل المباراة؟
جواب العميد : نعم…واتضح أن نصير لا يتكلم الفرنسية والانجليزية.
نفس التأكيد من قبل الشعباني الذي لم يكن حاضرا ساعة اختيار الكرة ونصف الملعب من قبل العميدين.
لقد آثر الصحفي بن عاشور الانضمام إلى الخطاب الإعلامي القذرالبخس والرخيس، الذي أفصح عن نواياه ونهجه منذ تأهل الوداد والترجي إلى نهاية إفريقيا، وحوّل لقاء للكرة إلى حرب مفتوحة قبل لقاء الإياب، وخلال التعليق على المباراة، وبعد توقفها ومازالت الحرب مستمرة..
كان بالأحرى على بن عاشور أن لا يلبس جلباب الإعلام المضلل التافه، وأن يبادر إلى طرح نفس السؤال على العميد نصير بالعربية، لأنه يتكلم “العربية” ويميز إعلام الأشقاء، بل، وكان عليه للتحري الإعلامي الصحيح والحقيقي، أن يطرح السؤال على أهل الاختصاص، “مرباح” المدير الإداري للوداد الذي حضر الاجتماع التقني مع الحكام ومندوبي الكاف والمسؤولين الإعلاميين والمسؤولين عن التنظيم والأمن قبل اللقاء بساعات؟
والمذهل أنه لأول مرة في تاريخ المتابعات الكروية وأحداثها، أسمع أن عميد الفريق يجب أن يتقن اللغة التي يتكلم بها حكم المباراة.
قمة الديماغوجيا التونسية..وقمة إديولوجيا الإعلام بن عاشور.