رياضيةمقالات رأيوطنية
المنتخب المغربي في قطر نموذج لترسيخ قيم العائلة في الثّقافة المغربية
نهى الخطيب / المغرب
تميّز أداء المنتخب المغربي منذ اُنطلاقة مونديال 2022 على أرض الخير”الدّوحة” بنمط رياضي مميّز جعل منه أيقونة هذه النّسخة بدون مبالغة .
لقد كان المنتخب الأكثر حضورا في الإهتمام الإعلامي العالمي عموما والعربي على وجه الخصوص ، ليس فقط بأدائه الكروي المميّز بل بحمولة من القيم الثّقافية والأخلاقية ، أظهرها اللاعبون للعالم بعفوية طغت على ضجيج منتخبات أوروبا النّرجسية والإستعراضية التي بدأت بالدّفاع عن حقوق الإنسان وانتهت دون جدوى بالتّرويج لنمط عيشها وأفكارها وميولها الشّاذّة _ بدعم من السّياسيين _على منافسة تنظّمها الفيفا دون اُعتبار لهوية الدّولة المُستضيفة ومراعاة قوانينها ( ومنها قضية المثلية ) ؛ في حين كان المنتخب المغربي يثير أنظار العالم الغربي والعربي ويمنح صورة مشرّفة عن أفراده ، الذين كسروا طابو العقلية المهزومة وردّوا الإعتبار للكفاءة المغربية في مواجهة أل “gladiator” الغربي بغيرة مستميتة على الوطن ، وبجهد متواصل وعمل جماعي منظّم مرفوق بالثّقة مدفوع بالإرادة ، مع مدرّب كفء رفع سقف طموحهم وأحلامهم وآمالهم .
كان هذا المنتخب يبعث برسائل تؤكّد ارتباطه الوجداني والرّوحي والإجتماعي بالأسرة عموما كقيمة مقدّسة وبالأمهات كعمود لهذه الأسرة ، ولعلّ هرولة اللاعبين والمدرّب إلى المدرّجات للبحث عن أمهاتهم وتقبيلهنّ وطلب بركتهنّ عند كلّ فوز وهنّ بملابسهنّ المغربية الأصيلة خير تعبير بأنّ الأمّ المغربية العربيّة والأمازيغية المسلمة حتّى وهي في المهجر تعتبر مدرسة تحرص على ترسيخ قيم العائلة كموروث ديني ثقافي وعلى تربية أبنائها على حبّ الوطن والولاء له كواجب مقدّس يأتي بعد السّجود لله في السّرّاء والضّرّاء وحمده والثّناء عليه واستحضار النية التي تحوّل الحزن إذا شاء الله سهلا . صحيح انّ المنتخب المغربي خرج من اللعبة حائزا على المركز الرّابع ، لكن بهامات مرفوعة ، مسجّلا مشاركته بمداد من الفخر والعزّة والكرامة على صفحات المونديال بفضل الله وجماهيره الإستثنائية .