سياسيةعربيةقضايا وحوادث

مَن سيُوقف البرهان وحميدتي وهما يُشرفان على تدمير السودان والسودانيين…؟

 

حمادي الغاري

 

إلى أين وصلت اتفاقات وقف إطلاق النار، في حرب الإخوة الأعداء بالسودان..

لكن، هل هناك اتفاقات حقيقية لوقف هذه الحرب الأهلية؛ هل نتج عنها شيء ملموس، محسوس، مدروس.. لفائدة السودان والسودانيين ؟؟

ما نعرفه هو أن هناك حرب بين السودانيين، تليها فنرة توقُّف بناء على توصيات واقتراحات من هنا وهناك : من العرب والعجم..، لا تكاد تمضي أيام معدودة، محدودة،محسوبة، بل ساعات ..حتى تُقرع طبول الحرب من جديد .. ثم تتوالى نداءات ودعوات من جامعة الدول العربية، من الاتحاد الأفريقي، من هيئة الأمم المتحدة، من الاتحاد الأوربي.. من شخصيات ودول…هنا وهناك ..نداءات ودعوات سرعان ما تختفي وتتبخّر في أعمدة الدخان والنار المتصاعدة في سماء الخرطوم وغير الخرطوم.

لا للحرب…نعم للسلام…

 لا يظهر في الأفق وجود ما يمكن أن يُوحي  بقُرب وقف إطلاق النار؛ ولا يوجد أيضا ما يمكن أن يُوحي بأمل وقف حرب لا يمكن أن يكون فيها غالب .. ولو حشدَ قوات العرب والعجم، بقدر ما يكون فيها دمار وخراب وهروب .. ولجوء.. ومشرّدون وقتلى … ودماء تسيل وترسم خريطة الهزيمة والتّردِّي .. 

من سيُوقف الضابطين العسكريين، البرهان وحميدتي، اللذين ما زالا يشرفان على تحطيم وتدمير السودان وأهل السودان .. من أجل كرسي رئاسة مهترئ أسقط العديد من الأسماء قبلهما، برُتبهما ونياشينهما وأوسمتهما المتعددة الأصناف والأشكال ..وذهب الكل إلى مزبلة التاريخ، ولم يبق إلا الصحيح والسليم من أبناء السودان البررة .. الذين يجدون أنفسهم، مرة أخرى، أمام حرب مخرِّبة، تنهشهم، تأكلهم، تسحقهم، من دون سبب ولا منطق ولا قانون .. والقتلى يتساقطون ، والجرحى يتأهَوُون ،ويتألمون، وينزفون..بالمئات والآلاف.. ولا البرهان أو حميدتي استجابوا لنداء وصراخ مواطنيهم ..

إلى متى ستستمر المذابح في شوارع الخرطوم وغير الخرطوم ، وما خفيَ أعظم ..؟

ويبقى السؤال : متى ستسكت طُبُول الحرب ؟ لا، بل من سيُسْكتها؟ السودانيون ؟ العرب؟ الأفارقة؟ المنظمات العربية والقارية والجهوية؟

‏ في انتظار القوى الدولية، التي تملك بين أيديها مختلف مفاتيح استمرار الحرب وإسكات قرع طبُول الحرب ..، هي من تقرر متى وكيف يمكن وقف الحرب ..لكن بعد أن تُشفي غليلها من الدماء المسكوبة، المتناثرة ..الجارية بين الأزقة والشوارع والساحات والأرصفة، والأرواح المزهوقة في السودان.. كل السودان .. حينها أو بعده ستلتقي هذه القوى الدولية لمناقشة الوضع في السودان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى