سياسية

المغرب عظيم بأبنائه… والمغاربة عظماء بمغربهم

حمادي الغاري

ما فتئت مافيا من الطغاة تكذب على الشعب الجزائري كما كذبت على كثير من دول أفريقيا والعالم ، بل كذبت حتى على نفسها .. ومن كثرة الكذب هذا باتت تصَدِّقُ الوهم.

حين بلغ تمسُّكَ هؤلاء الطغاة بهذا الْوَهْمِ أخرجوه من عنق الزجاجة، وأمَدُّوه بالأنابيب ـ والْوَهْمُ داخل الزجاجة ـ لكي يعيش.. ولما تأكد للطغمة الحاكمة بالجزائر، والمتحكِّمة في الجزائريين،  أن وَهْمَهُم تخطَّى مرحلة الإنعاش  أطلقوا عليه اسم “جمهورية”، وشكَّلُوا له حكومة ، وكوَّنُوا له جيشا، وعيَّنُوا له سفراء ، وألَّفُوا له نشيدا وعَلَماً .. في مخيمات بتندوف ..

وعظيم بمسيرته التنموية..

دفعوا الْوَهْم إلى مجابهة ومواجهة إخوانهم وأبناء عمومتهم، وحتى آبائهم وأبنائهم.. المغاربة على أساس “تحرير” الصحراء وتحقيق هَلْوَسَتِهِم.. تحقيق الوهم الذي يعيشون على وَهْمِه منذ عقود من الزمن.. لم يتعب خلالها النظام الحاكم في الجزائر، ولم يكِّل من حبك المناورة تلو المناورة.. ضد مَن ؟ ضد جاره وشقيقه المغرب.. وتسقط المناورة تِلْو المناورة ، وطغمة الحُكَّام في الجزائر ماضية في غَيِّها على أمل تحقيق جزء بسيط من أوهامها المتمثِّلة في  فصل جزء من المغرب ليتحكَّمُوا هم فيه وليس الصحراويون .

حتى “البوليساريو” لم تنتبه ـ وما زالت لم تستفق بعد ـ إلى أنها كانت اُلْعُوبَة في يد هؤلاء الحكّام الذين لا شُغْل لهم سوى ترسيخ ثقافة الحقد والعَداء والكراهية للمغرب ، لبلدهم الأصلي الذي كان واجب الانتماء للوطن ،والمواطنة، يفرض عليهم أن يهُبُّوا لحمايته والدفاع عن حوزته ، وليس الاصطفاف في خندق من يُضْمِر له كل الحقد وكل العداء ؛ والدليل أكثر من أربعة عقود من الحقد والعداء الأعمى الذي لا مبَرِّر له سوى التعطش للهيمنة والاستعلاء والاستكبار.. بأي ثمن، وبأي طريقة.. في حين كان العكس هو الصحيح..

الغريب والمضحك والمثير للشفقة وللتقزُّز في آنٍ واحد، أن إخوانا لنا من الصحراويين صدّقُوا الوهم الجزائري حتى أصبحوا، هم أنفسهم، وَهْماً على وهْم، يعيشون.. يُصْبحُون ويمسُون عليه ..ويقاتلون إخوانهم وأبناء عمومتهم.. من أجل الوهم..

سؤال بسيط جدا: هل هناك في عالم التواصل هذا بامتياز، الذي اخترق العقول والأفئدة، فما بالك بالحدود،  من يسد أبوابه ونوافذه وآذانه وقلبه وعينيه وبصيرته. . إزاء جار يسكن بجواره، فبالأحرى إذا كان الأمر يتعلق ببلد وشعب مجاور يتقاسم مع جاره الأقرب كل شيء إلاَّ… الكراهية والحقد والعداء…. الدفين .. الدفين..

أما السؤال الكبير: إلى متى هذا الحقد والكراهية والعداء…؟؟؟

يبقى المغرب أكبر من هذا بكثير..

المغرب عظيم بأبنائه . والمغاربة عظماء بمغربهم.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button