سياسية

هل تسير أوربا اليمينية نحو المزيد من التطرف والانزواء؟

زعماء أحزاب يمينية متطرفة في أوربا

م.الأمين أزروال

 أفرزت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، فوز التيارات اليمينية المتطرفة ذات النزعة القومية الشوفينية المنغلقة على نفسها والمعروفة بمعاداتها للمهاجرين.

 وإذا كان المهاجرون المغاربة متواجدين في عدد من دول أوروبا الغربية، فإن الذي يهمنا بالدرجة الأولى هي فرنسا، اعتبارا لحجم التواجضد المغربي بها، وبحكم العلاقات التي تربطنا بها كدولة مستعمرة سابقا، حيث كان من الطبيعي أن يظل المغرب مرتبطا بها اقتصاديا وثقافيا وحتى سياسيا، نظرا لتأثير الاقتصاد على السياسة. ففي هذا البلد احتلت “الجبهة الوطنية”، بزعامة ماري لوبين، الصدارة في هذه الانتخابات ، وهي المعروفة بنزعتها القومية المنغلقة وبمواقفها المعادية لوجود المهاجرين عموما والمغاربيين منهم بصفة خاصة، الأمر الذي يثير مخاوف في المستقبل المنظور على هذا الوجود،  وبالتالي يثير مخاوف من عودة أوروبا بأكملها  إلى تلك العهود المظلمة التي أدت في القرن الماضي، إلى ظهور أحزاب شوفينية اكتسحت الساحة السياسية في العديد، من الدول الأوروبية كالحزب النازي في ألمانيا،  والحزب الفاشي في إيطاليا  والفرنكوية في اسبانيا، وهي الدول التي شكلت ما يعرف بدول المحور، بالإضافة إلى العسكريتارية في اليابان، حيث أدت غطرسة هذه الأنظمة، إلى نشوب حرب عالمية ثانية، وأدى بالتالي إلى دخول دول الحلفاء في مواجهتها. وكانت النتيجة موت ملايين البشر،  ودمار ما تم بناؤه على مدى قرون من الزمن وتحويله إلى أطلال، الشيء الذي تطلب جهودا مادية وبشرية لإعادة بناء ما دمر (مشروع مارشان)، إذ يعود الفضل في إعادة البناء إلى سواعد المهاجرين الذين تطالب اليوم هذه الأحزاب اليمينية بتصفية وجود الجيل الثاني والثالث من أبناء وحفدة ولدوا بهذه الدول واكتسبوا جنسيتها بحكم الولادة، وتطالب اليوم هذه الأحزاب بعودتهم إلى بلدان أجدادهم وآبائهم الأصلية التي لا تربطهم بها أي صلة وجدانية لكونهم ولدوا وترعرعوا في بيئة أوروبية.

 وإذا كان من حق المواطن الأوروبي أن يمارس حريته  في اختيار من يراه مناسبا لخدمة مصالحه، فإن ذلك لا يجب أن يكون على حساب أبناء أصبحوا أوروبيين ويعتزون بانتمائهم  لأوربا، كما لا يبرر بحال من الأحوال الانكفاء على الذات، وغلق الأبواب في وجه الانفتاح على الأخر، في ظل عالم أصبح،  بحكم التطور التكنولوجي، عبارة عن قرية صغيرة، انتفت فيها الحدود الجغرافية بين الدول والقارات، في إطار ما يسمى بالعولمة،  إذ أصبح هناك اليوم ما يمكن تسميته بدون مبالغة المواطن العالمي.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button