وطنية

الهجرة الأفريقية بالمغرب..رؤية استراتيجية إنسانية في فلسفتها

 

طلبة أفارقة في نفس الحي الجامعي مع زملائهم المغاربة

سهام التويزر

أصبح المغرب يشهد اتساع وتيرة توافد أفواج من المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، حيث توزعوا على مختلف مدن و أقاليم المملكة ، فأصبحوا يشكلون نسيجا اجتماعيا قائما بذاته يتعايش معنا نحن المواطنون المغاربة. و ذلك راجع لانخراط المغرب منذ 10 شتنبر 2013 في وضع استراتيجية وطنية في مجال الهجرة واللجوء؛ وهي استراتيجية إنسانية في فلسفتها، شاملة في محتواها و مسؤولة في تنفيدها، تبعا لتوصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان و التوجيهات السامية لجلالة  الملك محمد السادس.

ووعيا منه بحجم التغيرات الإستراتجية، مسلحا بخبرته الكبيرة في تدبير الهجرة؛ و سعيا منه للإستجابة لحاجيات و متطلبات مهاجريه، أطلق المغرب ورشا لتجديد سياسته الهجروية نحو مقاربة ترتكز في التخطيط و التنزيل على حقوق الإنسان و تدبير تشاركي فعال و إنساني لتدفقات المهاجرين الأفارقة على المغرب بشكل قانوني أو غير قانوني لعدة أسباب،  منها الحروب والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعض الدول الأفريقية. و في سياق ذلك ، قامت سياسة المغرب الهجروية بطرح مختلف المبادرات من أجل تسوية الوضعية القانونية لعدد منهم حتى يتسنى لهم الاندماج بسرعة في المجتمع، و بالتالي عيش حياة كريمة، بالإضافة إلى تقديم الدولة لمجموعة من الخدمات الاجتماعية لصالحهم من خلال تخصيصها  مجموعة من المقاعد الدراسية بالجامعات المغربية  للطلبة الأفارقة ، وفق رؤية استراتيجية تقوم على 11 برنامج عمل (التعليم والثقافة،  الشباب والرياضة، الصحة، السكن،  المساعدة الاجتماعية ، التكوين المهني،التشغيل، تدبير تدفقات المهاجرين ومحاربة الاتجار بالبشر، الشراكة والتعاون الدولي، الإطار التنظيمي والتعاقدي و الحكامة و التواصل).

تهدف هذه البرامج إلى تحقيق اندماج ناجح للمهاجرين واللاجئين بالمغرب ، وذلك بتنسيق مع مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية المعنية بقضايا الهجرة.

و في إطار ذلك،  لا ننسى سلوك المواطن المغربي حول مسألة التعايش مع المهاجرين الأفارقة، حيث نجد البعض ،من المغاربة، يرفضون مبدأ التعايش الإنساني مع مهاجري دول جنوب أفريقيا في حي واحد أو مسكن مشترك، نتيجة طبيعة سلوكياتهم المزعجة للساكنة، كتجمعهم بأعداد كبيرة في مسكن واحد، و ممارستهم لطقوسهم الدينية، علما أن أغلبهم مسيحيون .

هنا تطرح مسألة مدى تقبل المغاربة للتعايش مع ديانات أخرى، في ظل إمكانية تشكل أقليات دينية مع مرور الوقت، فتصبح تطالب بحقها في بناء كنائس ومعابد للتعبد، ومقابر لدفن موتاها، كما هو حاصل مع الجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا، فضلا عن طموحهم في تمثيلية سياسية تدافع عن حقوقهم، باعتبارهم مواطنين يجمعهم العيش المشترك مع أبناء البلد، وهي حقوق تبقى مشروعة.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button