براءة عشق
إسماعيل هموني
فاردا قلبه لضوء النهار ، كمن يمشي وراء معنى لا يموت أبدا. لن يضيع في متاه ، وإن اتسعت أركان الطريق ، ففي العزلة ما يحيي الكلمات النخرات.
يظل المعنى من يشيد عتبات الخفي في اللفظ ونقيضه ، وكل الطرق لا تنصفه وإن وشت به إلى كل الألسن. فالمعنى صنو الضوء ، بلور التخفي حين يعم الازرقاق مناكب اللغة ، ولا تفسير يجرؤ على الشوق ، ولا سفر يطول دروس التاريخ.
فاردا نبضه لرقص الفراشات على أرائك من حرير في جلسة لا يغفل فيها نظير عن نظيره ، كأن العين تشي ببؤبئها للنور ، كأن الجرح يتسع للشرارة الخفية تحت رماد العبور.
لا فتنة أوسع من جرح يترادف فيه الألم واللذة حتى يتعثر الليل في نهاره ، ولا يستفيق النهار من سبات سطوته، وتكون الغلبة لصنوف التنوين لا التلوين ؛ رفعا و خفضا ؛ ولاسكون بين الفتحتين.تلك فتنة الإعراب في نسق لا فجأة له ، كأن الفرادة لا تنون اصلا ، والفتنة غائلة في ظنون النحاة لا في مشي السراة.
فاردا خلوته يستجمع جلوته في اوراد ليله ، يبيع نومه بسهده حتى.يذيب شوائب سبيكته في تنور وجده ؛ يفاتك شراسة للتنوين باشباع يملأ دلو روحه بالصوت الأثير لديه.
صوت صغير لا يفتر عن ملازمته ، ينزع عنه كل دثار يخفي عيبه في غيبه ، ويرسم دعته في لهجه بمن جاد عليه بعشب ذكره في نون بحره ؛ فانبت عليه من يقطين طينه ما به استوى دما في براءة عشقه.