ثقافيةوطنية

سيدي قاسم:إحتفاء بذكراها المائوية في طل تهميش قاس

في الذكرى المائوية لسيدي قاسم التحولات المجالية والسوسيو اقتصادية لمدينة مغربية معاصرة: مدينة سيدي قاسم( بوتي ـ جان Petit-Jean)   وباديتها(1918-2018م) نموذجا

 نور24

ورقة تقديمية:

يعتبر البحث في تاريخ المدينة بالمغرب من القضايا الإشكالية الكبرى، إذ لا يمكن أن نختزل تاريخ المغرب في تاريخ حواضره الكبرى، خاصة عواصمه التقليدية كفاس ومراكش، التي كان إخضاعها يمثل تحولا أساسيا في مسار الدول المتعاقبة على حكم المغرب.

لقد مر التطور الحضري بالمغرب عبر مراحل زمنية كثيرة وسم كل واحدة منها بطابعها الخاص الذي أكسبها خصوصية تفردت بها دون غيرها، لكن القرن العشرين شكل منعطفا تاريخيا في الظاهرة الحضرية بالمغرب،حيث تحولت المدينة المغربية من شكلها المغلوق بين الجدران إلى المدينة المنفتحة، استجابة للتطلعات السياسية لسلطات الحماية الفرنسية خاصة، وانسجاما مع التحولات العميقة الاجتماعية والاقتصادية التي أسست لها الحماية بالمغرب قانونيا وماديا وبشريا، وغيرت من عادات ساكنتها وعلاقاتهم الإجتماعية التي أصبحت تتجه نحو الفردانية.

لم تخرج مدينة سيدي قاسم (بوتي ـ جان- Petit-Jean ) عن هذه القاعدة ، حيث جاء تأسيس المدينة عام 1918م في سياق السياسة الكولونيالية لاستغلال خيرات البلاد، ومنطقة سهل الغرب منها على وجه الخصوص ، فتطورت تدريجيا من تجمع بشري مجاور لضريح سيدي قاسم بوعسرية (ق17م) إلى تجمع أكبر بميلاد “حي صحراوة (ق 18 و 19م) ، ثم مركز يمتد على مساحة هكتارات محدودة، ضم بعض المرافق الأساسية التي تستجيب لمظاهر الحياة العصرية وفق النمط الأجنبي بالأساس.

غير أن هذا التحول المجالي لهذه الحاضرة العصرية سرعان ما سيرافقه تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة؛ فقد أسهم تأسيس معمل البترول عام 1925، ومحطة القطار، والمدينة الأوربية ( الحي الجديد الآن)، وحي المرس وحي “كَبَار” … في خلق نسيج عمراني جديد، تأويه ساكنة متنوعة الأصول، أجنبية ومغربية، ومتنوعة المهن والحرف والأنشطة الإقتصادية، مما ساهم في خلق نوع من التجاذبات والإستقطابات، تجلت في الحياة اليومية للمجموعات،إذ لم يكن مسموحا للساكنة المغربية المحلية بالعبور من حي “صحراوة” و”كبار” إلى الحي الأوربي إلا بواسطة (إذن / رخصة /   Laissez passer)، وتطورت أحيانا إلى درجة المصادمة كما كان في أحداث تقديم عريضة المطالبة بالإستقلال( 1944م) التي تعرض فيها مسعود الشيكر، ابن حي الشليحات وسيدي قاسم عامة، للتعنيف الشديد، و(أحداث شارع الرباط) عام 1954م التي استدعت زيارة المقيم العام الفرنسي بالمغرب غابرييل بيو ( 1943-1946م) إلى سيدي قاسم على سبيل المثال، الأحداث التي عكست وطنية ساكنة سيدي قاسم بعد نفي رمز الأمة، وانطلاق “ثورة الملك والشعب”.

ولئن كانت “ساحة فرنسا” وشارع اليوطي(شارع محمد الخامس اليوم) ، محور الحياة اليومية في حاضرة سيدي قاسم (بوتي ـ جان) فإن محيطهما ضما مرافق ذات وظائف أخرى كان لها دورها الكبير في حياة الساكنة القاسمية المغربية ، مثل المسجد الأعظم والمدرسة الحسنية الحرة ( 1946م)، كلاهما بحي المرس، والسوق (مكان مسجد شارع الرباط اليوم)، والملعب البلدي ( العقيد العلام اليوم) ….

إن الحديث عن الحاضرة ، بعيدا عن باديتها، يبقى أمرا غير موضوعي؛ ذلك أن سيدي قاسم (بوتي ـ جان)  انفتحت على مجالها الفلاحي المجاور من خلال ضيعات المعمرين التي أحدثت وضعية قانونية جديدة لملكية الأرض في سياق الإستيطان الرسمي والإستيطان الخاص ، مما أدخل المنطقة في مسلسل الإنتاج الرأسمالي؛ وبالمقابل حولت نسبة من الساكنة المحلية إلى أجراء.

ولتسيير المدينة، أقيمت إدارة مزدوجة، حددت معاهدة الحماية الفرنسية مع المغرب جوانبها الكبرى، إذ شملت الإدارة الفرنسية،  المتمثلة في المراقب المدني الذي كان على رأس الإدارة المحلية والدائرة، وممن كان مشرفا عليها ، نذكر مسيو بوبي عام 1933، ومسيو ابرونيل سنة 1935 ، ثم مسيو بليز كاهية عام 1954، وأحيانا مراقبا بالنيابة كحالة مسيو لوبلون سنة 1936، يساعده ضباط مسؤولين عن الأمن منهم مسيو همبيرك ( 1954م)…أما إدارة “المخزن الشريف” المحلي، فكان القائد على رأسها، يساعده مسؤولون من اختصاصات مختلفة، منهم القضاء الذي كان متول خطته عام 1934م القاضي محمد بن عبد الرحمان السجلماسي،  ثم القاضي محمد البدراوي الفاسي بعده، وكان يساعد القاضي كاتب للإستئناف الشرعي مثل الطالب محمد الحسني عام 1951م….

تسعى هذه الندوة إلى محاولة رد الإعتبار لتاريخ هذه المدينة الذي بناه القاسميون بكدهم وجهدهم، ودفعوا حياتهم مقابل وطنيتهم وحفاظا على ثوابت الأمة، وفي الوقت ذاته توثيق الذاكرة القاسمية المنسية التي هي جزء من الذاكرة التاريخية، المحلية والوطنية، بنجاحاتها وإخفاقاتها.

وبعد أن وصل عمر المدينة حتى الآن قرنا من الزمن، أليس حري بنا أن نحتفل بها ؟، أليس من واجبنا أن نساهم في بناء تاريخنا بالتأريخ لها عبر التنشيط الثقافي ؟، أليس من مسؤوليتنا الأخلاقية والعلمية أن نشارك في التوثيق لمسارها التاريخي الذي ناهزا  مائة عام ؟، أليس من الضروري أن نتقاسم هذا الحس التأريخي والبحثي مع الغير من طلبة وباحثين ومهتمين ومسؤولين عن الشأن المحلي من منتخبين وسلطات محلية ….؟؟؟

بــرنــامــج الــنــدوة

الــجــلــســة الإفـتـتـاحـيــة:6 مساء

  • آيات بينات من الذكر الحكيم
  •  النشيد الوطني المغربي
  • كلمة رئيس الرابطة

 الــجــلــسـة الــعـلــمــيـة : 6 و30 د


ـ نادية هاشمي
( أستاذة بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، مديرية الخميسات): الظاهرة الحضرية بالمغرب: مدينةسيدي قاسم نموذجا.

ـ د عبد العزيز بلبكري( أستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، مديرية سيدي قاسم): مدينة سيدي قاسم: جدلية المركز والمحيط.

ـ  ذ محسن شركة( أستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، مديرية سيدي قاسم): أراضي الكيش بقبيلة الشراردة موضوع اهتمام كولونيالي 1916- 1934م.

ـ د عبد الرحمان البوعتلاوي(مندوب سابق لوزارة التربية الوطنية باقليم سيدي قاسم):  ذاكرة مدينة سيدي قاسم “ قطاع التربية و التكوين نمودجا (فترة الحماية) 1912/1955“.

ـ د عمر قلعي( أستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، مديرية سيدي قاسم) واقع التعليم بالمغرب على عمد الحماية الفرنسية :مدرسة دار الزراري  والمدرسة الحسنية بسيدي قاسم نموذجا.

ـ د بوشتى حجوبي( أستاذ بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، مديرية سيدي قاسم): القيم التربوية في الأمثال الشعبية بمنطقة سيدي قاسم.

-قراء في كتاب  بوسلهام الكط ” إشكالية الوحدة والتقسيم في الدول العربية والإسلامية والمغاربية والأفريقية… بين الماضي و الحاضر ، أية علاقة و اية عودة “.

عرض صور ووتائق تاريخية لمدينة سيدي قاسم ” اسماعيل الركيبي”

-معرض الفن التشكيلي للفنانة “سارة ظفر الله”

-توزيع شواهد تقديرية على المشاركين

تكريم عبد الله حمان الجديد الملقب بابن ادريس، لاعب سابق بفريق الاتحاد الرياضي القاسمي

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button