ثقافية
قراءة في”رسالة إلى الله”

عبدالله الدغوغي
لا يسعنا إلا ان نقول مع هايدغر أن الأدب، نثرا أو شعرا ، رسالة ما أشد حاجة الناس إليها في هذا العصر، لأن هناك أشياء عظيمة يوقظها الأدب في نفوسنا لنشعر بالاطمئنان إلى ذكرياتنا التي لا تزول.
في الرسالة الموجهة إلى الله ، لكاتبها أكرم ع.الله طاهر ، التي يمكن إدراجها ضمن السيرة الذاتية ،يسرد فيها الكاتب أحداثا ذات طابع واقعي وقد اعترف فيها برصيده الفارغ من طاعة الله وركوب هواه .. فلا يزال يتذكر تلك الصورة القاتمة التي رسمها شيخ المسيد في ذهنه، حيث صور له الله عبارة عن شبكة عنكبوت سوداء سامة قاتلة.. متوعدا إياه بعذاب أليم، وكأن الله رب الشر.. متناسيا ، عن قصد أو غير قصد، أن الله رحمان رحيم عفو..
ورغم أن الكاتب لم يولد في زمن المعجزات والأنبياء؛ فهو يرى نفسه العبد في زمن ظالم يدوم، وإن سقط يجد من يساعده ويناصره. ليبقى.
ولا زال يتذكر كاتبنا ما تلقاه في صغره من كون كل الأديان غير دينه باطلة والشعوب غير شعبه كافرة.. وأن المرأة عورة في كلامها ومصافحة النصارى لاتجوز في الشريعة.. وأن الزهد والصبر والرضا بالواقع المر جزء من الإيمان، يمتحن الله به عباده الصالحين.. كما تعلم أن الدروس التي كانت تحثهم على العطف على الفقراء والمساكين، ليست سوى تلون المنافقين المتفيهقين للركوب بها إلى مصالحهم الذاتية.
أجل، إنه واقع مر، لم يعرف فيه الكاتب الإسلام إلا في الكتب والمراجع المنسوبة لجلال رب عظيم…ألم يجعلوا المرأة ناقصة عقل ودين؟ متناسين علاقة المرأة بالرجل التي تقوم على العقل والاتزان. تلك المرأة التي هي جزء لا يتجزأ من وجوده وكينونته.. وليست تلك المرأة الدونية التي تنظر إلى الرجل لرجولته وفحولته لأن مصيرها هو مصيره في كل الأعراف التي تسود مجتمعاتنا العربية .
وكل ما قام به هؤلاء المتفيهقون من تسليط خزعبلاتهم وترويجها ونسبتها للدين كان على مقاس مصالحهم وأهوائهم.. وكل من يقف دون افكارهم تلك يتهمونه بالزندقة والإلحاد وربما قد يهدر دمه .
وفي الأخير لا يخفي الكاتب استغرابه كيف صارت بلادنا الإسلامية في الهاوية بينما بلاد الكفر تسودها الرحمة والتضامن والتكافل !!!!
قراءة واعية وجميلة وتعرض وجهة نظر رائعة تستبين من خلالها ملامح مبهمة مختلطة ،،،،، تحياتي وتقديري