الكرة .. الآن بين لقجع ورونار
حمادي الغاري
…بعد ضياع ضربات الجزاء ، بذلك الشكل الفجِّ الذي لا نراه حتى في مباريات الأحياء الشعبية في مغربنا .. خرج مدرب المنتخب المغربي ، هيرفي رونار ليقول لنا أنه المسؤول عن إخفاق “أسود الأطلس في التأهل إلى ربع نهاية بطولة كأس أمم أفريقيا مصر 2019 بعد الهزيمة،غير المنتظرة، أمام منتخب “سناجب بنين” في دور ثمن النهاية بضربات الجزاء: 5/2.
قال رونار في مؤتمره الصحفي بعد المقابلة:“أتحمل مسؤولية خسارة مباراة بنين وتوديع البطولة مبكرا”… وكأنه يقول لنا قولا جديدا؛ أو كأننا لم نتابع المقابلة ، ولم نقرأها ونحلل تفاصيلها..
المغاربة ،ياسي رونار، عرفوا أن منتخب الجامعة أُقْصِيَ مباشرة بعد أن أفلت زياش، ببشاعة،ضربة الجزاء في آخر أنفاس المباراة ، والتي كانت هي مفتاح التأهُّل..قبل أن تجر “السناجب” “الأُسُود” إلى الأشواط الإضافية ، ومن بعدها إلى ضربات الجزاء التي خصصوا لها (السناجب) تداريب خاصة وهم يتهيّأُون لمقابلة المغرب، بينما وضع “منتخب “نا” البنين في الكرش”، و”الكأس الأفريقية في الجيب”.. وباع جلد الثعلب قبل أن يذبحه كما يقول المثل الفرنسي؛ وعاش الجميع على وَهْمِ التأهل للنهاية والفوز بالكأس…ف”ضاع الملاَّح والمِجذاف”.
ما معنى قول “الثعلب” رونار : أتحمل المسؤولية كاملة؟
له معنى واحد : إذا أردتم أن تُقيلُوني ، فليس هناك مشكل.لكنه يُرسل رسالة لمن يهمهم الأمر،تقول : “أنا مرتبط بعقد مع المنتخب المغربي حتى عام 2021، وأنا أحترم هذا التعاقد”.
بالطبع ، لا يمكنك إلا أن تحترمه ياسي رونار،لأن إجراءات العقد التي تنص على الإقالة (المدرب) ليست هي إجراءات الاستقالة. والفرق بين الإقالة والاستقالة فيه ما فيه من واجبات والتزامات . وفي جميع الأحوال يكون رونار هو الرابح ، سواء في حالة إقصاء المنتخب أو حتى وصوله إلى النهاية…
هناك الملايين ..وهي التي نجد تفسيرها في تصريحه الذي جاء فيه “سأسافر إلى المغرب ، بعدها سنضع النقاط على الحروف ،حول البقاء من عدمه”.
الثعلب رونار واضح في كلامه .إنه لا يتحدث عن تقديم استقالته بالرغم من اعترافه الكامل بمسؤولية الإخفاق والإقصاء، بل تكلم عن”البقاء في تدريب المنتخب من عدمه.
وتلك رسالة واضحة لمن يهمهم الأمر.
Back to top button