ما زالت الجزائر تعيش على وقْع المظاهرات الاحتجاجية الصاخبة ،خاصة بعد ما قيل عن عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من سويسرا التي كان يُعالَج بها ، وعن إعلان انسحابه من حلبة الترشح لولاية خامسة ، وتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمّى.
جانب من احتجاجات الطلبة
ولعل أبرز هذه الاحتجاجات تلك التي يخوضها الطلبة الذين خرجوا إلى الشارع للتعبير عن استنكارهم الشديد لِمَا يتم حبكه داخل دهاليز النظام من محاولات امتصاص الغضب الشعبي المتزايد ضد نظام العسكر الحاكم ، من قبيل سحب بوتفليقة ترشحه ، وتأجيل الانتخابات ،ريثما يتم إعداد سيناريو السيطرة على الوضع ،وفرض الحاكم الجديد على الشعب.
في هذا الإطار ، تظاهر، اليوم الثلاثاء 12 مارس 2019، آلاف من الطلبة وسط العاصمة الجزائرية في مسيرة احتجاجية، تم فيها التعبير عن إدانتهم ل “حيلة” النظام المتمثلة في الإبقاء السّرِّي لعبد العزيز بوتفليقة في السلطة، بدون إجراء انتخابات ..
وكانت مناسبة ندد خلالها الطلبة المتظاهرون بتمديد الولاية الرابعة إلى أجل غير مسَمّى ؛ كما رفع معلمون وأساتذة الأعلام الوطنية في ساحة البريد ، بقلب العاصمة ، مرددين شعار” سلمية، سلمية”، وهو شعار الاحتجاجات الذي اختاره المتظاهرون منذ انطلاق الاحتجاجات يوم 22 فبراير2019 ، ضد إعلان ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها يوم 18 أبريل 2019.
في هذا السياق، رفع الطلبة شعارات في وجه الرئيس الجزائري، المنتهية ولايته، مرددين “يجب أن ننقد الشعب، وليس السلطة. لا حيلة يا بوتفليقة”. وجاءت هذه المظاهرات المتوالية استجابة لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعية، بعد ما وُصِف ب”رسالة رئيس الجمهورية إلى الأمة” التي بثها التلفزيون الوطني التي جاء فيها أن بوتفليقة سيتنازل عن ترشحه لولاية خامسة ، وتأجيل الانتخابات الرئاسية بدون تحديد تاريخ معين، وهو ما تم اعتباره من طرف الجزائريين تحدّياً غير مسبوق منذ انتخابه رئيسًا للجزائر قبل 20 عامًا.
تجدر الإشارة إلى أن بوتفليقة مدّد فترة ولايته إلى أجل غير مسمى إلى الانتخابات المقبلة، التي سيتم تحديد موعدها في وقت لاحق من قبل “المؤتمر الوطني”، علما أن هذا المؤتمر لن يتم الانتهاء منه قبل نهاية هذه السنة.