أدبيات

على ضفيرتها..

على ضفيرتها كنت أرقب نهرا يطوي المسافات ؛ ويفك أمشاج اللغات على شرفات الليل. رأيت فتنة الكنعانيات فسائل داليات ؛ تنفث ريق العنب على أفياء الخصر الحكيم.
كأن الشمس في كفيها أنقى من البلور ؛ إذا مشت رتلتها أنداء الفجر على جبل الطور ؛ ونطق سحر العنب بآية التين ؛ ومدت أناملها لتفاح في صدر ندي؛
لم أعرف توهجا تنصص من مائدة بها خمس صلوات ؛ كان في طور التكوين حتى أينع في الفلوات زهرا كنعانيا في قصيدة عاشق أندلسي.

هي نرجسة الماء تتفتق في صحراء الأبد ؛ حين رءاها علي بن الجهم فاض الشوق من جوانحه ؛ وتلبسته عيون المها بين الرصافة والجسر . فرشه الليل بالعطر ؛ واغتسل ؛وحيدا ؛ في شلال الحب حتى مسته نسمة كأنت تمشي فوق شقائق النعمان فأقام للوقت صلاة الخلخال.

بين الأعياد والحدائق تجيئين رخاما أبيض يتشقق من كأسي ؛ فأشرب من ذاكرة السر البوح الملائكي ؛ لأراك تخوم لغتي على صهوات الفرنفل وأقداح الرمان .
كأن نبيذي معتق في أديرة الرهبان لا يشربه إلا التقاة من الولدان ؛ أو من اجترح فاكهة أندلسية وسماها عطش الكنعانيات في يوم عظيم.

لن تسقط ضفيرتها بفعل الترحال ؛ ها قطوفي منها شوق وتباريح ؛ وضوء يضحك من أعالي الروح ؛ هي قبائل أرجوان ؛ وجنوبية من بحر الشمال ؛ يحرسها الليل في مسجد اليقين ؛ وهي الدهشة الكبرى على رمال النوم العسلي يوم الافتداء السعيد.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button