فسحة شعر

فزع الطغاة

عبد الصمد الصغير

أيا ببغاء الشعر .. يبغي إذائيا
سأمضي إلى رب .. فيه رجائيا

كأني .. به استجمعت قوة شاعر
تسير .. كما سارت بنات العتاهيا

أكذبة كبرى .. بالرسوم تزينت
لنا .. و قد وجدناها صحاريا

و هبت علينا .. هب بحر بموجة
من الهب ، صيرتم علينا المواليا

هوت بالمنى في ساحر ، قاطع العرى
و قلبي .. أتاني يقطر الدمع باكيا

تهادت بنا شيخا ضريرا ، فلا يرى
سوى دول .. ولت لها العرب عاصيا

و شعري مقامات لمن ضاق حرقة
تطول .. إذا طال الجفاء بداريا

و أذكر ربي عند يأس .. فإنه
يحيق بمن رام الخفاء لصوتيا

و قلبي به استمسكت غصة شاعر
فهزت بنثر .. جانبيه العذاريا

و حيث تراني صامتا ، لست غافلا
بصون العرى ، لو عدت أفزعت طاغيا

و أنتم و إيانا .. كمن كان عاشقا
يذوب هوى ، مذ طار قلبي أماميا

سأمسك شعري عند صدري فإنكم
تباشير غرب .. تستبيح الغواليا

و إني بك استنهضت لوعة شاعر
قياما عن الأوهام ، نقعا ورائيا

و لو أنني هيفاء .. كنت رأيتني
و لو أنني في الجب كنت المرائيا

أغرا .. و كم تجني علينا مغفلا
ستمضي إلى ربي .. و فيه قضائيا

لقد سمع الله بنا دافعك الذي
أتى كل شر .. و استباح العواديا

فعدت بنبضي و القصيد ، محاججا
صنائم .. صاحت بالرسوم إزائيا

و صرت أرى ما قد خشيت وقد بدت
كما صبحنا .. طارت به الريح نائيا

و صنت زمام العهد ، و الأهل كلهم
و رب البرايا داور الليل ساريا

لقد ظهر البهتان علما مجادلا
و شعري رآني أجمع الحرف باكيا

يصير بي الداني حروبا أخوضها
فلبيك .. يا حرف النطيحة خاويا

و فينا بنينا بأس صرح لشاعر
و قلب عفيف ، بالإخاء مناديا

و فيك وجدنا قطع رحم و ساحرا
فتبا ، و تبا ، للعليل مرائيا

أمستلب صادته أهواؤه .. بدا
و قد ضيع الهب الصنوف الخواليا

سأنهيك عندي إن ثقفتك ناطقا
فأنت الذي تفتي علينا الأعاديا

لقد ظهر الفجار .. حين جمعتهم
و قد ضيعونا .. بالعشار العطاليا

و صاروا كعين البوم ، ليل نهارهم
و قد قابلونا .. بالصباغ التماريا

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button