ثقافية

الكنوز الإسلامية في أفريقيا..من تومبكتو إلى زنجبار

الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السابق ،فرانسوا هولان، خلال زيارتهما لمعرض الكنوز الإسلامية في أفريقيا ، بباريس
   في سياق استمرار الإشعاع المغربي في أفريقيا، تحضر أكاديمية المملكة المغربية، بتعاون وتنسيق مع معهد العالم العربي بباريس، لاستقبال النسخة الثانية المعدلة لمعرض الكنوز الإسلامية في أفريقيا من تومبكتو إلى زنجبار. وكانت النسخة الأولى قد احتضنها معهد العالم العربي على عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند. وكان  المعرض قد تشرف وقتها بزيارة جلالة الملك رفقة الرئيس الفرنسي، حيث طلب جلالته أن ينقل المعرض إلى الرباط في سياق احتفالاتها كعاصمة للثقافة، وهو ما يجسد اهتمام جلالته بالقارة وبتاريخها ،واقتناعه بقدراتها كقارة ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية بعطاءاتها المتميزة في مختلف المجالات  .
 واصلت أكاديمية المملكة الاعداد لهذا الحدث الثقافي الهام على مدى سنة كاملة، ونظمت في هذا السياق سلسلة محاضرات تروم التعريف بالكنوز الإسلامية في أفريقيا، ألقاها مؤرخون وخبراء في علم الآثار، سلطوا من خلالها الأضواء على جوانب معتمة من تاريخ الكنوز الإسلامية التي تختزنها القارة وظلت خفية عن الأنظار، والتي تعود إلى ثلاثة عشر قرنا ، أي الى بداية دخول الإسلام إلى القارة الأفريقية عموما، وإلى غربها على الخصوص؛  كان ذلك عن يد التجار المغاربة، وبواسطة الطرق الصوفية التي انطلق إشعاعها من المغرب ليعم معظم القارة.
  يحتوي المعرض على لوحات فنية وهندسية وإثنوغرافية بالإضافة إلى مجسمات أثرية، وذلك بتعاون مع معهد العالم العربي ، ومشاركة مؤسسة المتاحف الوطنية ، ووزارة الثقافة، حيث يبلغ مجموع الأعمال التي ستعرض بهذا المعرض 250 عملا، معظمه أتى من متاحف المغرب وكذلك من أفريقيا ومن أروبا.
وسيكون رواقا باب الكبير وباب الرواح، مسرحا لعرض هذه الكنوز التي سيستمر عرضها من 16 أكتوبر2019 إلى غاية 25 يناير2020، وهي مناسبة للاطلاع عن قرب على مدى الترابط الوثيق الذي يجمع المغرب بالقارة السمراء، وكذلك على الأدوار الحضارية الرائدة التي اضطلع بها عبر تاريخه المجيد في هذه القارة المعطاء.
  يحمل المعرض بمحتوياته إجابات شافية لكل من ساورت له نفسه يوما أن ينال من عمق الأواصر التاريخية والحضارية التي تجمع المغرب بمجموع القارة، والحالة أنه يشكل جناحها الاستراتيجي باعتباره ذلك الجسر الذي يربطها بأروبا والممر الطبيعي للتفاعل الإيجابي مع النهضة الأروبية بكل ما تزخر به من مظاهر حضارية ومن تقدم تكنولوجي.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button