معاناة .. وأيّ معاناة يومية مع هذا “الكائن “الذي اسمه “الطوبيس”
نور24
هل مسؤولو العاصمة ،من ولاية وعمالة ،ومجلس جماعي ، وحتى الجهة ،والمكلفون بمرفق النقل الحضري .. لا يعيشون في العاصمة ، ولا يعرفون ما يعانية سكان ثلاث عمالات ، تابعة للولاية (الرباط ،سلا وتمارة) من مشكل يتزايد تصعيدا وتعقيدا ..اسمه غياب “الطوبيسات” ؛ وحتى إن كانت حاضرة ،فإنها تسيئ لعاصمة المملكة أكثر مما تُحْسن إليها ..
لا نعرف سر هذا التسويف الذي أصبح مسلسلا مُمِّلاً : وعود متتالية متتابعة بأن “طوبيسات” رائعة وراقية ستنطلق في الأسبوع المقبل ،ثم في الشهر المقبل ، ثم في السنة المقبلة …والمواطنون ـ مثلهم مثل حكاية “غُودُو” ـ ينتظرون أن “تبرز” هذه العروس ـ الطوبيس. ويمضي الأسبوع الموعود ، والشهر الموعود ، والعام الموعود .. وما زلنا ننتظر هذا “الطوبيس” الموعود..
على من يضحك كل المعنيين بموضوع النقل الحضري في العاصمة؟هل على أنفسهم؟ على الملايين من المواطنين ؟على الملك؟هل بهذا السلوك يساهمون في إنجاز المشروع الملكي الضخم :”الرباط عاصمة الأنوار”؟ أم أنهم ، بعملهم هذا يُطفئون أنوار العاصمة؟؟ هل يُعقل أن تكون مدينة ، وولاية في حجم الرباط ،والأدهى من ذلك أنها عاصمة المملكة، تعاني من مشكل اسمه “الطوبيس”؟
هل يخرج هؤلاء المسؤولين ،للتجول ، راجلين، وليس على متن سياراتهم الفارهة،في شوزارع العاصمة وما جاورها ..لكي يشعروا بحجم معاناة المواطنين مع “الطوبيس”؟
منذ مدة ، ونحن نسمعهم يقولون ويرددون أن الشركة كذا ستاتي بحافلاتها الرائعة والجميلة … وسيحل مشكل النقل الحضري ، بشكل نهائي .. وظل المواطنون ينتظرون ، وما زالوا .. ولم يأت شيء ؛ ثم قالوا: انتظروا شهر يونيو أو نهايته ،فمضى شهر يونيو.. ثم قالوا : ترقبوا شهر ثمانية ، فحلّ شهر غشت ..وها هو غشت سيرحل قريبا وما زال المشكل لا يُراوح مكانه .
حقيقة، هناك منجزات ضخمة تمت في العاصمة ، على مستوى البنات التحتية ، لا يوجد مثيل لها ـ إيه ، نعم ـ في منطقتنا وفي قارتنا ، وةيأتي مسؤولون ولائيون كانوا أو إقليميون أو جهويون أو محليون ،ويساهمون في تشويه جمالية العاصمة بحافلات (كِيرَانْ) مُتهالكة ـ مهترئة ـ تعمل في الربط بين المدن ،وتحويلها إلى حافلات للنقل الحضري لنقل المواطنين ..في بعض الخطوط !!!!
إذا كان المسؤولون على صعيد الولاية والعمالات التابعة لها ، وعلى صعيد الجهة ، ومجالس العمالات ، والمجالس الجماعية ..لم يستطيعوا خل مشكل “الطوبيسات” ، القائم منذ مدة ، فكيف يمكن أن يحلوا مشاكل أكثر وأكبر من النقل ..؟
ألا يُسيء هذا إلى سمعة العاصمة ، والبلاد ؟؟ لماذا يسعى البعض إلى إطفاء الأنوار التي أنارها الملك ـ الذي يتجول في مختلف أنحاء الولاية حتى جعل من العاصمة جوهرة يحق للمواطن أن يفتخر بها ..بينما عدد من المسؤولين لا يغادرون مكاتبهم المكيفة ، ولا يطَّلِعُون على المشاكل إلا من خلال ما يُقَدّمُ إليهم من تقارير مكتوبة ..؟؟!!
هل سيظل الناس ينتظرون ـ انتظارا عبثيا ـ ظهور “الطوبيسات” الموعودة إلى يوم البعث؟؟؟
الناس ، أيها المسؤولون،ملُّوا من معاناة الانتظار ؛ من معاناة الوعود؛ من معاناة المعاناة، حتى ملَّ الملل منهم.
Back to top button