وطنية

التحام ثورة الملك والشعب من أجل الحرية والكرامة

  الملك الراحل محمد الخامس

 

حاء غين 

تمثل ثورة الملك والشعب، التي يخلد المغاربة، وفي طليعتهم نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، تحل الذكرى السادسة والستين يوم الثلاثاء 20 غشت 2019، ذلك الحدث العظيم الي غيَّر مجرى التاريخ الوطني ، ومعه مسار السياسة الاستعمارية التي غرزت مسمارا في نعشها ، مما يعني قرب نهاية عهد الاستعمار والاستعباد ،وبروز عهد الاستقلال والانعتاق.

وكذلك كان في ذلك اليوم ،20 غشت 1953، الذي ظن فيه ذهاقنة الاستعمار أنهم بإقدامهم على نفي السلطان محمد بن يوسف ،وأسرته، إلى جزيرة مدغشقر،فإنهم سيتخلصون من سلطان نغص عليهم حياتهم ووجودهم بمواقفه الوطنية التي تراعي حقوق ومصلحة وطنه ومواطنيه.

الأسرة الملكية في المنفى بمدغشقر: محمد الخامس مع أبنائه من اليمين إلى اليسار: لالة نزهة،مولاي عبد الله، لالة مليكة، مولاي الحسن،لالة عائشة والأميرة لالة أمينة في حضن والدها محمد الخامس.

ومن حيت يدري ذهاقنة الاستعمار أم لا،فإنهم بإقدامهم على فِعْلَتِهم تلك ،إنما أشعلوا نار الثورة عليهم ،فكانت الانطلاقة المدوية لثورة وطنية شعبية لا مثيل لها ؛ ثورة يلتحم فيها الملك والشعب في بوتقة النضال الوطني المشترك الذي زلزل الأرض تحت أقدام الاستعمار .. وكان الرد في أبهى وأعظم صوره النضالي جسده رجل ،ينحدر من شرق المملكة، وسكن بعاصمة المملكة، وخرج في ذلك اليوم 20 غشت 1953،نحو القصر الملكي ،وتحديدا في انجاه المسجد المحاذي للقصر، حيث أعدَّ ذهاقنة الاستعمار سيناريو خروج “السلطان” ابن عرفة الذي نصّبوه ،في موكب رسمي، وهو يمتطي صهوة جواده،لأداء صلاة الجمعة ..وما كاد الموكب يصل إلى ساحة المسجد حتى انسل مواطن يسمَّى علال بن عبد الله ، بسيارته في اتجاه موكب السلطان المُنَصَّب ،فيدهسه ،ويسقطه أرضا ..من حصانه ، قبل أن يبادر رجال الأمن الفرنسي ، المرافق للموكب ، بقتله في الحال..وبقتله يوم 11 شتنبر 1953 ، أي في أقل من شهر على نفي الملك ، اندلعت شرارة المقاومة في كل منطقة وجهة ..ويخوض أبناء الشعب أروع صور الوطنية الصادقة ، ويقدم أغلى التضحيات في سبيل الوطن والدفاع عن مقدساته.

كان موقف الشعب بعد أن علم بنفي الاستعمار لرمز الوحدة الوطنية ، الوقوف ، بكل ما يملك،رافضا ما أقْدَمت عليه سلطات الاحتلال  ، فأعلنها ثورة لا تُبْقِي ولا تذر في وجهها ،وانطلقت العمليات الفدائية ضد كل ما يمثل أو يرمز للاحتلال ..وتكلل العمل النضالي بانطلاق عمليات جيش التحرير في الشمال سنة 1955..ولم تتوقف إلا بعودة محمد الخامس وأسرته من منفاهم السحيق ، منتصرا،ومعلنا لشعبه انتهاء عهد الاستعماروبزوغ عهد الحرية والانعتاق،ويعلن انتهاء الجهاد الأصغر  ، المتمثل في مقارعة الاستعمار ، والدخول في عهد الجهاد الأكبر ، عهد البناء والنماء…

 

 

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button