سعداني ومغربية الصحراء ..معالم مصالحة مغربية جزائرية

عمر الطيبي

أغلب الظن أن هناك جهة نافذة في الجزائر ذكرت عمار سعداني بما ألمح إليه سنة 2015 بخصوص الصحراء، على أساس أن الوقت أصبح مناسبا للإعلان، بوضوح، عن اقتناعه بمغربية الصحراء،  والدفع بأن هذا التوجه يخدم المصالح الحقيقية للبلاد.

كان عمار سعداني، وهو ما يزال بعد أمينا عاما للحزب (جبهة التحرير الوطني)، قد صرح بأن لديه موقفا مغايرا بخصوص قضية الصحراء، ولما سُئِل عن محتوى هذا الموقف، اكتفى بالقول انه سيعلن عن ذلك في الوقت المناسب؛ وأن كل موقف بالنسبة إليه يجب أن يرتكز على الجزائر أولا ، وعلى الجزائر ثانيا ، وعلى الجزائر ثالثا.

بطبيعة الحال، أُقيل سعداني ،عقب ذلك ،من منصبه كامين عام للحزب الحاكم آنذاك، حتى أن البعض ربط هذه الإقالة بموقفه من قضية الصحراء. لكن ها هو يعيد الكرَّة ويعلن بوضوح عن اقتناعه بمغربية الصحراء ..  بحكم التاريخ، وأن الجزائر خسرت أموالا طائلة، بسبب قضية الصحراء، سخّرها الانفصاليون في خدمة مصالحهم الخاصة وسفرياتهم عبر العالم. داعيا إلى تطبيع العلاقات الجزائرية المغربية .

بدون شك فإن تصريحات عمار سعداني تنطوي على أهمية كبيرة ، بحكم أن الرجل يبقى محسوبا على الجناح الناجي من  المتابعات التي طالت العديدة من مسؤولي نظام بوتفليقة وقادة جبهة التحرير، أو لنقل أنه يظل من المسؤولين المحسوبين على جناح الرجل القوي في الجزائر حاليا، وهو قائد الجيش ونائب زير الدفاع الجنرال قايد صالح.

وسواء أدلى سعداني بهذا التصريح من تلقاء نفسه أو طُلب منه أن يفعل، فإن هذا التصريح ينطوي على أهمية خاصة في ظل الظرفية التي تمر منها الجزائر،  خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات الرئاسية، والشروع في تصفية الملفات المزمنة، التي خلّفها نظام بومدين- بوتفليقة.

ياتي ذلك بعد اقتناع الجزائريين بأنه لا طائل ولا جدوى من استمرار مثل هذه الملفات بالنسبة للمستقبل الذي ينشده الشعب الجزائري؛ وبأنه من الأفضل للدولة الجزائرية التفرغ لتصحيخ مسارها السياسي، وتحقيق التنمية بكل ما يقتضيه ذلك من مُصَالَحة مع محيطها الإقليمي والدولي.

هل ترسم تصريحات عمار سعداني أفقا للمصالحة المغربية الجزائرية ؟؟ ذلك ما ستوضحه الأسابيع، وفي أقصى الحالات الشهور القادمة !!